أعاني من ألم مستمر في الظهر، ما هي الأسباب المحتملة ومتى أستشير الطبيب؟
يناقش المقال الأسباب الشائعة لألم الظهر المستمر، بدءاً من الإجهاد العضلي وصولاً إلى الحالات الأكثر خطورة مثل الانزلاق الغضروفي، ويقدم إرشادات حول متى يجب طلب المساعدة الطبية المتخصصة.

مقدمة: ألم الظهر، رفيق غير مرغوب فيه للكثيرين
يُعد ألم الظهر، وخاصة ألم أسفل الظهر، من أكثر المشاكل الصحية انتشاراً وتأثيراً على جودة الحياة في مختلف أنحاء العالم. يعاني منه ملايين الأشخاص سنوياً، مما يؤدي إلى التغيب عن العمل، صعوبة في أداء الأنشطة اليومية، وتكاليف علاجية كبيرة. تتراوح أسباب ألم الظهر من مجرد إجهاد عضلي بسيط ناتج عن حركة خاطئة أو حمل شيء ثقيل، إلى حالات أكثر تعقيداً تتعلق بالعمود الفقري نفسه أو الأعصاب أو حتى أعضاء داخلية أخرى. في حين أن معظم حالات ألم الظهر تكون حادة وتتحسن تلقائياً في غضون أيام أو أسابيع قليلة مع الراحة والعلاجات البسيطة، إلا أن الألم المستمر أو المزمن (الذي يستمر لأكثر من 3 أشهر) يتطلب تقييماً دقيقاً لتحديد السبب الكامن ووضع خطة علاج مناسبة. فهم الأسباب المحتملة لألم الظهر ومعرفة العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب أمران ضروريان للتعامل الصحيح مع هذه المشكلة الشائعة.الأسباب الشائعة لألم الظهر المستمر:
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الشعور بألم مستمر في الظهر، ويمكن تصنيفها بشكل عام إلى أسباب ميكانيكية وأسباب التهابية وأسباب أخرى.- الأسباب الميكانيكية (الأكثر شيوعاً): وتشمل الإجهاد والالتواء العضلي الناتج عن رفع أوزان ثقيلة بطريقة خاطئة، أو حركات مفاجئة، أو وضعيات جلوس أو نوم غير صحيحة لفترات طويلة. كما يدخل ضمنها مشاكل الأقراص الفقرية (الديسك)، مثل الانزلاق الغضروفي (الديسك المنفتق)، حيث يبرز جزء من القرص ويضغط على الأعصاب المجاورة مسبباً ألماً قد يمتد إلى الساق (عرق النسا). تضيق القناة الشوكية، وهو تضيق في المسافة المحيطة بالحبل الشوكي، يمكن أن يضغط أيضاً على الأعصاب ويسبب ألماً وتنميلاً في الظهر والساقين، خاصة عند المشي. خشونة المفاصل (التهاب المفاصل التنكسي) في العمود الفقري يمكن أن تسبب ألماً وتيبساً، خاصة مع التقدم في العمر. الانزلاق الفقاري، حيث تنزلق فقرة فوق الأخرى، قد يسبب ألماً وعدم استقرار في الظهر.
- الأسباب الالتهابية: مثل التهاب الفقار اللاصق، وهو نوع من التهاب المفاصل المزمن يصيب العمود الفقري بشكل أساسي، ويسبب ألماً وتيبساً يزداد سوءاً مع الراحة ويتحسن مع الحركة.
- أسباب أخرى: قد ينتج ألم الظهر عن هشاشة العظام التي تؤدي إلى كسور انضغاطية في الفقرات، أو الأورام (نادرة نسبياً)، أو العدوى في العمود الفقري، أو مشاكل في أعضاء أخرى مثل حصوات الكلى أو التهاب البنكرياس أو مشاكل في الحوض لدى النساء. الوضعيات السيئة المستمرة، السمنة، قلة النشاط البدني، والتدخين تعتبر أيضاً عوامل تزيد من خطر الإصابة بألم الظهر.
متى يجب أن أستشير الطبيب بشأن ألم الظهر؟
على الرغم من أن معظم آلام الظهر تتحسن بالعناية الذاتية، إلا أن هناك حالات تستدعي استشارة الطبيب دون تأخير. يجب عليك مراجعة الطبيب إذا كان ألم ظهرك:- شديداً جداً ولا يتحسن بالراحة أو المسكنات العادية.
- مستمراً لأكثر من بضعة أسابيع.
- يمتد إلى أسفل إحدى الساقين أو كلتيهما، خاصة إذا وصل الألم إلى ما تحت الركبة (علامة محتملة لعرق النسا).
- يصاحبه ضعف أو تنميل أو وخز في الساقين أو القدمين أو منطقة الحوض.
- يصاحبه فقدان غير مبرر للوزن.
- يصاحبه حمى أو قشعريرة.
- يحدث بعد إصابة أو سقوط.
- يزداد سوءاً في الليل أو يوقظك من النوم.
- يصاحبه مشاكل جديدة في التحكم في الأمعاء أو المثانة (مثل سلس البول أو البراز)، فهذه تعتبر حالة طبية طارئة تتطلب تدخلاً فورياً (متلازمة ذيل الفرس).
- لديك تاريخ مرضي للإصابة بالسرطان أو هشاشة العظام أو تتعاطى أدوية الستيرويدات لفترة طويلة أو لديك ضعف في جهاز المناعة.
خاتمة:
ألم الظهر المستمر ليس شيئاً يجب التعايش معه بصمت. فهم الأسباب المحتملة ومعرفة متى تطلب المساعدة الطبية هما الخطوة الأولى نحو التشخيص الصحيح والعلاج الفعال للتخلص من الألم وتحسين جودة حياتك.كتب هذا المقال فريق موقع طبيبك دوت كوم بالتعاون مع الدكتور رامي عبد الله استشاري جراحة العظام والعمود الفقري.